يستغرب المرصد اليمني لحقوق الإنسان تصرفات السلطات البحرينية وعملها على تأجيل زيارة مقرر التعذيب الخاص لدى الأمم المتحدة خوان مانديز إلى البلاد، والتي كانت مفترضة في مايو القادم، وذلك للمرة الثانية بعد أن تمَّ تأجيل زيارته في فبراير الماضي حين وعدت بالسماح له بزيارتها في مارس الماضي، وهو الأمر الذي لم يحدث. ويرى المرصد اليمني إن هذه التصرفات وعدم الوفاء بالوعود التي أطلقتها تنم عن محاولات السلطات البحرينية إخفاء ممارساتها تجاه المواطنين والناشطين السياسيين الحقوقيين في المعتقلات والسجون، وعدم تمكين المجتمع الدولي والجهات المختصة في الهيئات الدولية والرأي العام العالمي من الاطلاع على الحقائق المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، وإضاعة الوقت للتمكن من إخفاء معالم وشواهد التعذيب التي تتواتر الأنباء والشهادات عن وقوعها في السجون والمعتقلات، ويتعرض لها الناشطون المطالبون بالتغيير، والمدافعون عن حقوق الإنسان.
كما يدين المرصد اليمني لحقوق الإنسان (YOHR) استمرار الاعتقالات والمداهمات وسياسة العقاب الجماعي بحق السكان والمواطنين البحرينيين في المناطق التي شهدت احتجاجات سلمية خلال الشهر الحالي، ويطالب السلطات البحرينية بوقف هذه الانتهاكات.
وذكرت تقارير حقوقية من البحرين إن البلاد شهدت في الفترة الواقعة بين 16، و22 أبريل شهدت 120 حالة اعتقال بينها اعتقال20 طفل وامرأتان هما نفيسة العصفور وريحانة الموسوي اللتان تم تجديد حبسهما 60 يوما على ذمة التحقيق.
وأفاد تقرير صادر عن منتدى البحرين لحقوق الإنسان بوقوع 38 إصابة فضلا عسكرة المستشفيات واستهداف العديد من الأماكن التي يقصدها المصابون للعلاج، وهو ما يعني أن هناك إصابات لا يمكن رصدها بسبب الخوف من إسعاف المصابين.
وأكد التقرير استخدام القوة لقمع الاحتجاجات السلمية واستهداف المواطنين، مسجلاً إصابات عديدة بسبب استخدام السلاح الناري "الشوزن" المحرم دولياً، وحالات اختناق كثيرة بسبب الاستخدام المفرط للغازات فيما تم رصد 32 حالة لمواطنين تعرضوا للتعذيب خلال الاعتقال في الفترة من 19 إلى 22 أبريل الجاري فقط.
والمرصد اليمني لحقوق الإنسان يؤكد تضامنه مع حق المواطنين في البحرين في الاحتجاج والتعبير السلمي عن مطالبهم وإرادتهم، فإنه يتوجه بنداء إلى المجتمع الدولي للضغط على السلطات البحرينية لوقف هذه الانتهاكات، واحترام المعاهدات والمواثيق الدولية التي تقر وتحمي حقوق الإنسان، وبينها حق التعبير عن الرأي.
ويناشد المرصد المنظمات الحقوقية التعاون من أجل إصدار تقرير ظل موازي لتقرير الحكومة حول قضايا التعذيب في البحرين، وكشف ما تحاول السلطات إخفائه من انتهاكات لاتفاقية مناهضة التعذيب، وتقديمه للمقرر الخاص بالتعذيب خلال زيارته المنتظرة، أو إلى مقر عمله في جنيف.
ويدعو المرصد كافة الجهات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في المنطقة والعالم إلى التفاعل مع مطالب مواطني البحرين، والالتفات إلى مظالمهم، والتضامن معهم ضد الانتهاكات التي يتعرضون لها، والسعي لإطلاق المعتقلين ومنع الملاحقات والمداهمات، ووقف عسكرة المستشفيات والمرافق الخدمية.
