تقارير /

النازحون اليمنيون يواجهون أوضاعاً مزرية بعد أحداث العنف الأخيرة

22/03/2017 00:14:58

يواجه النازحون اليمنيون ممن اضطروا للنزوح من مناطقهم بسبب القتال الدائر  في البلاد أوضاعاً صعبة. ويعانون من انعدام الأمن والنقص الحاد في المساعدات المقدمة لهم.

تجربة صعبة

أدركت أمينة وعائلتها أنّ الوقت قد حان أخيراً للنجاة بحياتهم. حدث ذلك بعد احتدام القتال في الشهر الماضي بالقرب من المحيط الذي يقيمون فيه من أجل السيطرة على ميناء المخا. ويطل الميناء على البحر الأحمر والواقع على الساحل الغربي لليمن.

تتحدث أمينة، وهي أمّ لثلاثة أولاد، عن تجربة النزوح التي عاشتها. قالت أمينة "واجهنا الخطر من السماء والأرض على حدّ سواء. اختبأنا في المنزل لغالبية الوقت. ولكنّ عندما أصبحنا على وشك أن نُقتَل وتضرّر منزلنا من القتال، اضطُررنا إلى المغادرة".

حشرت أمينة وزوجها وأطفالهم، مع عائلتَيْن من جيرانهم، أنفسهم في سيارة اصطحبتهم إلى مكان آمن. وتقاسموا كلفة النقل التي بلغت 180 دولاراً أميركياً بينهم. وقد استغرقت هذه الرحلة أربعة أضعاف الوقت الذي تستغرقه عادةً وهو ساعتَيْن. واضطّروا إلى استخدام الطرق الفرعية الضيقة لتجنّب القتال الدائر.

وقالت أمينة: "لم نتمكّن من اصطحاب أي شيء معنا. لا طعام ولا ملابس ولا أي ممتلكات أخرى. بالكاد كان هناك مساحة متوفرة للأفراد. وبالتالي غادرنا منزلنا ونحن لا نحمل بحوزتنا أي شيء".

اجتازوا مسافةً 150 كيلومتراً تقريباً ووصلوا إلى بلدة بيت الفقيه في محافظة الحديدة المجاورة. وتقيم أمينة وعائلتها منذ أسابيع في شقة قدّمها لهم المجتمع المحلي.

تعاون المجتمع المحلي

وأضافت أمينة: "عندما وصلنا إلى الحديدة لم يكن بحوزتنا أي شيء. لكنّ أبناء المجتمع المحلي كانوا أسخياء جداً. وبالرغم من أنّهم يعانون الأمرّيْن أيضاً، قدّموا لنا مكاناً للإقامة فيه وساعدونا". ولكن رغم المساعدة التي قدّمها السكان المحليون ومواد الإغاثة التي حصلوا عليها من المفوضية لا يزال وضع العائلة غير مستقر. وتشمل المساعدات التي يتلقاها النازحون اليمنيون الحصائر والبطانيات وفرش النوم والدلاء وأواني الطبخ.

ويواجه النازحون اليمنيون تحديات عدة لخصتها أمينة بالقول: "الحياة صعبة جداً. ليس لدينا ما يكفي من الطعام والمياه ونحن مرضى. ويعاني الكثير من الأفراد من الأمراض المعدية مع أطفالهم، ويُضعف الخوف أجسامنا وعقولنا. أريد العودة إلى المنزل، لكنّ كافة المعلومات التي تصلنا تقول إنّ الوضع في بلدتنا لا يزال غير آمن. كلّ ما أريده هو أن يحلّ السلام في بلدي اليمن".

فرار تلو الآخر

بدوره، فرّ عدنان البالغ من العمر 26 عاماً من المخا قبل عام واحد. ولكنّه عاد إليها مع زوجته التي تعاني من مرض مزمن وابنته الصغيرة في الشهر الماضي.  إلا أناضطروا إلى الفرار من جديد من منزلهم فور وصولهم إليه تقريباً بسبب القتال الدائر.

وقال: "كنّا نعاني قبل التفاقم الحالي لحدّة القتال في تعز حتى، ولكنّ الوضع الآن لم يعد يُطاق. رأينا الناس وهم يلقون حتفهم أمام أعيننا. بينما أصيب أشخاص آخرون. لهذا السبب، قرّرنا المغادرة". واضطّروا أخيراً أن يقيموا في شقة صغيرة مع ست عائلات أخرى، حيث يتشارك 22 شخصاً غرفتَيْن اثنتَيْن فقط. واختصر عدنان الخيارات الصعبة التي يواجهها النازحون في اليمن بالقول "بالرغم من أنّنا نعاني هنا، لا يزال الأمر أفضل من العيش بخطر في تعز".

النازحون اليمنيون يحتاجون إلى المساعدة

من جهته، قال المتحدّث باسم المفوضية ويليام سبيندلر، يوم الجمعة (10 مارس/آذار ٢٠١٧)، إنّ تفاقم الأعمال العدائية في غرب ووسط اليمن أجبر ما يزيد عن 62,000 شخصٍ على الفرار من منازلهم خلال الأسابيع الستة الأخيرة. ومن بين هؤلاء 48,400 شخص من الساحل الغربي في محافظة تعز حيث يقع ميناء المخا.

 

وأوضح سبيندلر أن "غالبية النازحين يحتاجون بصورة ماسة إلى المساعدة". وأضاف "هم عثروا على المأوى في أماكن جماعية وعامة، بما في ذلك المدارس والمرافق الصحية. في المقابل يعيش أشخاص آخرون في مبانٍ غير مكتملة أو في العراء".

وأشار سبيندلر إلى أنّه تمّ الإبلاغ عن عدد من حالات سوء التغذية من بين هؤلاء النازحين، بما في ذلك العديد من الأطفال. كما يؤدي الاكتظاظ والظروف غير الصحية في مناطق النزوح إلى تفشي الأمراض.

استجابت المفوضية وشركاؤها بسرعة لاحتياجات النازحين اليمنيين من تعز إلى الحديدة. كما لبّت احتياجات نازحين آخرين في جميع أنحاء البلاد. وشمل ذلك تقديم المأوى ومواد الإغاثة الملحة. وقال العديد من الحاصلين عليها إنّها المساعدة الإنسانية الوحيدة التي وصلتهم حتى الآن.

لكنّ القتال يعيق حالياً الوصول إلى ما يزيد عن 35,000 شخصٍ نازح ضمن محافظة تعز نفسها. وتدعو المفوضية للسماح باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. كما تحاول تعبئة الدعم للاستجابة للوضع مع كافة الجهات الفاعلة الوطنية على أرض الواقع.

 

المصدر: نازحون منسيون

...