فعاليات وانشطة /

المرصد اليمني يطلق تقريره عن حق التجمع السلمي في المحافظات الجنوبية، ويختتم دورة حول التسامح

احتفل المرصد اليمني لحقوق الإنسان الأحد باليوم الدولي للتسامح الذي يصادف السادس عشر من نوفمبر من كل عام، وجاءت احتفالية المرصد بالمناسبة عقب اختتام أعمال دورته التدريبية الخاصة بالتسامح والتي نظمها بالتعاون مع الشبكة العربية للتسامح بمحافظة عدن بمشاركة العديد من المحامين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان وممثلين عن الأديان الأخرى ـ غير المسلمين ـ والطوائف الموجودة في اليمن.

وهدفت الدورة التي استمرت يومي 15 و16نوفمبر إلى نشر مفاهيم التسامح وترسيخها بين أوساط المجتمع بمختلف معتقدات أفراده ومذاهبهم الدينية.

وعرض المرصد خلال الاحتفال تقريره الرصدي عن فعاليات الحراك المدني وحق التجمع السلمي في المحافظات الجنوبية، ونتائج تلك الفعاليات، وكيفية تعامل السلطات معها، بالإضافة إلى خلفية تاريخية عن أسباب هذا الحراك والمطالب الشعبية التي كانت تحملها شعارات الفعاليات على خلفية القضية الجنوبية.

وتم توزيع التقرير على المشاركين في الدورة والحاضرين من الفعاليات السياسية والحقوقيون والإعلاميون التقرير الخاص الذي أعده المرصد عن (الحق في التجمع السلمي - اليمن 2008).

وقال الدكتور محمد المخلافي: «إن التقرير محاولة لتسليط الضوء على حق وحرية التجمع السلمي في اليمن خلال العام 2008 لما شهده هذا العام من حركة احتجاجات واسعة في المحافظات الجنوبية بصورة خاصة.» مشيرا إلى تضمنه للمطالب الحقوقية للتجمعات السلمية وقضية الأراضي والممتلكات المستولى عليها في الجنوب منذ اندلاع الحرب في 1994، وقضية المبعدين عن وظائفهم، واستخدام العنف ضد التجمعات السلمية ومحاكمة المنظمين والمشاركين فيها، وحرمان المعتقلين من الحماية القانونية، علاوة على احتجازهم خلافا لأحكام ونصوص الدستور والقانون.

وأضاف المخلافي: «اعتمد التقرير في استقاء البيانات والمعلومات على مصادر موثقة ومباشرة من خلال الرصد والمتابعة الميدانية, وتم استبعاد بعض البيانات من التقرير والتي يحتفظ بها المرصد ومن ذلك عدم إيراد البيانات المتعلقة بالجهات والأشخاص الذين قاموا بالاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة في المحافظات الجنوبية».

وجاء في مقدمة التقرير: «شهد عام2008م استخداما واسعا للحق في التجمع السلمي خاصة في المحافظات الجنوبية, وذلك بتنظيم المظاهرات السلمية, التي بلغ عدد ما رصد منها من قبل المرصد اليمني لحقوق الإنسان (614) فعالية, منها (246) فعالية على خلفية القضية الجنوبية والمطالب الأساسية المرفوعة في هذه التجمعات السلمية تتمثل بدرجة أساسية في إزالة نتائج وآثار الحرب الحرب الأهلية عام1994م وهي نتائج وأثار ذات طابع سياسي وحقوقي, ويتمحور الطابع السياسي في المطالبة بإعادة شراكة الجنوب في السلطة والثروة».

 وذكر التقرير أنه اقتصر على إيراد نماذج من المطالب الحقوقية المتمثلة بقضيتين رئيسيتين هما الاستيلاء بعد حرب 1994م على أراضي وممتلكات الدولة ومؤسسات المجتمع والأفراد في الجنوب وإقصاء موظفي الدولة من الوظيفة العامة المدنية والعسكرية.

ويتكون التقرير إلى جانب المقدمة والتوصيات من ثلاث فقرات هي: المطالب الحقوقية للتجمعات السلمية، واستخدام العنف ضد التجمعات السلمية والمشاركين فيها، ومحاكمة المنظمين والمشاركين.

وقد اعتمد التقرير في استقاء البيانات والمعلومات على مصادر موثقة ومباشرة من خلال الرصد والمتابعة الميدانية, وتم استبعاد بعض البيانات من التقرير والتي يحتفظ بها المرصد ومن ذلك عدم إيراد البيانات المتعلقة بالجهات والأشخاص الذين قاموا بالاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة في المحافظات الجنوبية .

وفي ختام الحفل أعلن  الدكتور محمد المخلافي رئيس المرصد اليمني لحقوق الإنسان عن تكريم عدد من الشخصيات والجهات التي ناصرت القضايا الحقوقية، وساعدت في نجاح رسالة المرصد اليمني خلال الفترة الماضية، محييا هذا الدور العظيم الذي اضطلعت به بشجاعة ومهنية وصدق.

وفي الحفل أكد المخلافي على احتياج اليمن بشدة للتسامح وتجاوز الخلافات والصراعات والأزمات والاحتقانات، كما اعتبر الدورة مبادرة يضعها المرصد ضمن برامجه حول مفهوم التسامح، داعيا منظمات المجتمع المدني والمؤسسات والأحزاب والتنظيمات السياسية إلى التفاعل مع هذه المبادرة لما من شأنه تجاوز الوضع الراهن، وتأسيس لبنات مستقبل خال من الصراعات والضغائن وصولا إلى تحقيق سلام اجتماعي.

وذكر المخلافي الحاضرين أن عدن أنموذج حي للتسامح ماضيا وحاضرا، وستظل كذلك مستقبلا، لكونها قد شهدت في عهود ماضية التسامح والتعايش والتآلف بين طوائف وديانات وأجناس مختلفة مع أهل المدينة الطيبة، ولم تسمع أو تسجل ظاهرة عنف أو كراهية أو صراع بينهم.

وعن الدورة التدريبية حول التسامح قال المدير التنفيذي للمرصد المحامي محمد المقطري: «إن هذه الدورة حول التسامح والحق في الاعتقاد تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنفذها الشبكة العربية للتسامح والمرصد اليمني لحقوق الإنسان. وقد بدأت الفعاليات حول نشر قيم التسامح ومفاهيمه في الوطن العربي الذي شهد في العصرين الماضيين الكثير من الأزمات التي كانت نتاجاً للتحريض والكراهية والصراعات السياسية والدينية.»

وأضاف: «إن الهدف من هذه الدورة التدريبية هو تدريب النشطاء والمنظمات ليعملوا على نشر مفاهيم التسامح بين الناس تحت مفهوم الحق في الاختيار وعدم التمييز بين الناس بسبب آرائهم أو لغاتهم أو ألوانهم أو ثقافاتهم باعتبار أن حقوق الإنسان حقوق كونية عالمية مترابطة تدعو إلى المساواة وعدم التمييز.»

...