تقارير /

شهادات عن تعذيب اللاجئين والمهاجرين في اليمن: جلد واغتصاب وحرمان من الطعام

09/11/2019 23:51:12

لم يتصور جون*، اللاجئ الإثيوبي البالغ من العمر 30 عاماً، أن يسبب له سعيه للوصول إلى بر ّ الأمان الوقوع في محنة مروعة ويضطر للخضوع لجراحة لبتر رجله المصابة بالغرغرينا بعد تعرضه للضرب طوال أسابيع.

وبينما كان ينتظر إجراء الجراحة له روى جون للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ما جرى معه قائلاً: "وصلت إلى اليمن منذ شهر تقريباً واعتقلني رجال مسلحون لأكثر من شهر، وقد ضربونني بشدة لدرجة أنني كنت أفقد الوعي بما يجري من حولي".

ومنذ فبراير/شباط من هذا العام، دأبت المفوضية على متابعة أوضاع حوالي 100 وافد حديثاً إلى اليمن على الأقل، تعرضوا للاعتقال والاحتجاز. وصدرت تقارير كثيرة عن الاعتداء على عدد كبير من الأشخاص حيث تعرض بعض الوافدين حديثاً للعنف الجسدي والجنسي والتحرش النفسي.

وقال الناجون للمفوضية بأنهم تعرضوا لإطلاق النار والضرب المستمر واغتصاب الراشدين والأطفال والإهانات، بما في ذلك التعري قسراً والإجبار على حضور عمليات إعدام بإجراءات موجزة والحرمان من الطعام.

وقال سام*، وهو طالب لجوء من القرن الإفريقي، وصل إلى اليمن منذ أكثر من عام واحتُجز في عدة مرافق في البلاد: "كانوا يجلدوننا على ظهورنا وأيدينا. لم أكن أتمكن من النوم في ليالٍ كثيرة بسبب تورم ظهري نتيجة الضرب والألم الشديد".

بالنسبة لطالب اللجوء سام*، فإن فراره من بلاده بحثاً عن الحرية ليُحرم منها في المكان الذي لجأ إليه أمر كان له تأثير كبير عليه: يقول سام "غادرت بلادي بحثاً عن الحرية ولكنني تعرضت للاعتقال والاحتجاز عندما أتيت إلى اليمن وحُرمت من حريتي".

ولطالما كانت اليمن مقصداً للهجرة واللجوء والعبور من القرن الإفريقي. وفي العام الماضي، ووفقاً لبيانات الشركاء الإنسانيين لمفوضية شؤون اللاجئين، عبر أكثر من 87,000 وافد حديثاً، بينهم لاجئون ومهاجرون، من القرن الإفريقي إلى اليمن. ولكن الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام أغرق البلاد في أكبر أزمة إنسانية في العالم، ما جعل المهاجرين واللاجئين الذين عبروا خليج عدن بحثاً عن الأمان عرضة لمخاطر جديدة عند الوصول.

وقد حذرت المفوضية أخيراً من أن الظروف المتفاقمة في اليمن نتيجة استمرار الصراع، وتدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الجريمة، تعرض هؤلاء للضرر والاستغلال. وقال المتحدث باسم المفوضية، وليام سبيندلر، للصحفيين في مؤتمر صحفي في جينف: "تزداد حالات الابتزاز والإتجار والترحيل، وذلك نظراً للصراع المستمر وانعدام الأمن الذي يهدد مؤسسات الدولة ويضعف سيادة القانون". وقال سبيندلر بأن اللاجئين والمهاجرين الذين يصلون إلى الشواطئ اليمنية يتعرضون دوماً للتوقيف أو الاحتجاز أو الاعتداء أو الابتزاز وفي بعض الأحيان يُعادون قسراً من قبل المهربين أنفسهم الذين أتوا بهم إلى البلاد.

كما لا يزال أشخاص كثيرون احتُجزوا من دون الخضوع للإجراءات الواجبة متواجدين في مرافق احتجاز مكتظة وغير صحية حيث يتعرضون، إلى جانب الاعتداء، للتهديد بالترحيل إلى البلدان التي فروا منها بسبب الاضطهاد أو الصراع.

وأقرّت المفوضية بأنها واجهت عقبات كثيرة في مجال حشد الدعم لهذه المسائل بسبب تعقيد هيكليات المسؤولية في اليمن نتيجة الصراع المستمر.

وتدعو المفوضية جميع الجهات الفاعلة التابعة للدولة وغير التابعة للدولة والتي تدير مرافق الاحتجاز حيث يُعتقل الوافدون حديثاً لضمان معاملتهم بشكل إنساني وتمتعهم بالكرامة بما يتوافق مع قانون اللاجئين وقانون حقوق الإنسان. وتسعى المفوضية أيضاً للتمكن من الوصول دون قيود لمساعدة الأشخاص الذين يحتاجون للحماية الدولية.

 

*المصدر: موقع لاجئون منسيون

*تم تغيير الإسماء لأسباب تتعلق بالحماية

*الصورة تعبيرية تعود لناجين يحصلون على الرعاية في ميناء عدن في مارس 2009 بعد انقلاب قارب للمهربين.  UNHCR/Rocco Nuri

...